الحرب هروب من السلام
إن الغزو البري الإسرائيلي لغزة ليس مجرد تجلٍ للقوة العسكرية لجيش الاحتلال بل شهادة مرعبة على نظام الفصل العنصري الذي قمع الشعب الفلسطيني لعقود بلا هوادة، يهدف هذا التحليل إلى استعراض الواقع والتداعيات المأساوية لهذا الفعل الوحشي.
النتائج العسكرية المباشرة:
حرب المناطق المأهولة كعقاب جماعي: ستتحول غزة المكتظة بالسكان إلى ساحات حرب شوارع، مما يبرز استعداد إسرائيل لتنفيذ العقاب الجماعي بغض النظر عن العواقب، فالضحايا هم المدنيون، الذين يُصوَّرون على أنهم «أرقام فقط» ، ولكنهم في الواقع سيصبحون الإرث المأساوي للعدوان الجنوني.
المكاسب التكتيكية قصيرة الأمد تخفي وحشية متجذرة: الهدف الإسرائيلي من تحييد التهديدات المتصورة لا يقدم سوى وجهة نظر سطحية لقمعها المستمر للمقاومة الفلسطينية، فدورة الاعتداء وإعادة البناء في غزة ليست استراتيجية فقط بل إنها تظهير قاسٍ للهيمنة من قبل المجتمع الدولي.
الخسائر غير المتناسقة: سيكون عدد الشهداء، كما أظهر التاريخ مرارًا، غير متناسق بل مذهل، فوراء درع التكنولوجيا المتقدمة والتجاوز للمساءلة الدولية، من المتوقع أن تلحق إسرائيل أضرارًا هائلة بالشعب الفلسطيني جراء غزو بري كامل، لتصل أرقام الشهداء إلى عشرات الآلاف.
النتائج السياسية:
الإدانة العالمية وإفلات إسرائيل من المساءلة: على الرغم من إدانة العالم المتكررة للتكتيكات الثقيلة التي تستخدمها إسرائيل في غزة، تواصل إسرائيل ممارسة سياساتها العنصرية بدعم من حلفائها في ظل فتور دولي.
تجميل العدوان الإسرائيلي: رغم وجود أصوات داخل إسرائيل تنتقد هذه العمليات، فإن السرد الرئيسي غالبًا ما يبرر العدوان العسكري ويصفه بأنه ضروري للأمن الوطني، حتى في وجه الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان.
تعزيز مصداقية المقاومة: سيؤدي هذا الهجوم البري إلى عكس ما تريده قوات الاحتلال، ليُستخدم الهجوم الإسرائيلي كأداة لتجنيد صفوف من داخل وخارج غزة لمواجهة العدوان.
الآثار الاستراتيجية طويلة الأمد:
تغذية دورة الانتقام: لن تسهم اجتياحات إسرائيل في توفير الأمن لها على المدى الطويل، بل ستعمق من دورة الاستياء والانتقام، فمع كل قنبلة تُلقى يطول ظلال المقاومة لدولة الاحتلال.
النفاق الدبلوماسي: ستتحطم واجهة المفاوضات السلمية والعلاقات الدبلوماسية، خصوصًا مع الجيران العرب مع كل عمل عدائي، مُظهرةً النفاق في النوايا المعلنة لإسرائيل.
تفاقم اليأس الإنساني: ستتجاوز أفعال إسرائيل الدمار الفوري، لتزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، ناقلة بذلك شعبًا مضطهدًا بالفعل إلى أعماق أكبر من اليأس.
تآكل أي مظهر للسلام: ستجعل الغزوات العسكرية الإسرائيلية من أي عملية للسلام مهزلة أبدية، ليزيد كل هجوم من استياء الفلسطينيين ولتجعل من العيش المشترك وهمًا يتلاشى إلى الأبد.
الرأي الأخير …
يُظهر الهجوم البري الإسرائيلي اليوم على غزة بوادر جدول أعمال الفصل العنصري الأوسع، حيث تُمارس السلطة دون ضمير، ويتنكر الظلم في شكل الأمن، فيجب على العالم أن يرى وراء الأعذار الأمنية ويعترف بالواقع كما هو، كاستمرار وحشي للظلم المنهجي، فإذا تعلمنا من التاريخ درسًا، فهو أن الأمن الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلال القمع والعدوان، بل تتطلب رحلة السلام تحقيق العدالة، والمساواة، والإنسانية المشتركة.
(الحرب هروب من السلام)
إلى اللقاء في رأي آخر ،،،
Comments