top of page
  • صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

مجرد رأي قانوني .. (جرائم الحرب)


في أعقاب الأحداث المُروعة للهجوم الإسرائيلي الذي استمرَّ شهرًا على غزة، تظل الشوارع المحروقة والمباني المُدمّرة شاهدًا قاتمًا ليس فقط على آلة الحرب المُجرمة، ولكن على هشاشة القانون الدولي أيضًا، وهنا أصبح من الضروري أن نتساءل: ألم تعد هناك خطوط حمراء عندما يُغطي دخان الصراعات الجيوسياسية قداسة المبادئ الإنسانية؟

مبدأ التمييز

إن مبدأ التمييز بين المُقاتلين وغير المُقاتلين من المبادئ الأساسية للقانون الدولي، فالقانون الدولي الإنساني الذي جرى تكريسه في اتفاقيات جنيف، يُلزم بحماية المدنيين في أوقات الحرب، ومع ذلك تروي أرقام الشهداء الصادرة عن غزة قصةً مُحزنةً، فيُشير العدد الكبير من الشهداء المدنيين بمن في ذلك الأطفال، إلى تعمّد جيش الاحتلال خرق هذا المبدأ.

النسبية في الهجوم

حتى لو افترض بعض مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي، بأن بعض الأهداف كانت ذات قيمة عسكرية، يظل مبدأ النسبية أمرًا بالغ الأهمية، فينصّ القانون الدولي الإنساني على أن الضرر الذي يلحق بالمدنيين أو المُمتلكات المدنية يجب ألا يكون مُفرطًا بالنسبة للميزة العسكرية الملموسة والمُباشرة المُتوقعة، ولكن عندما يتم «القصف البساطي» لقطاع غزة، فهنا تنهار «كذبة» النسبية.

العقاب الجماعي

تنص المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة، أنه «لا يجوز مُعاقبة شخص محمي عن مُخالفة لم يقترفها هو شخصيًا» ومع ذلك، يبدو أن الحصار المفروض على غزة، بالإضافة إلى الضربات المُدمّرة، يعكس استراتيجية لا تستهدف المُقاومة فقط وإنما السكان بأكملهم، لتحمل مثلُ هذه الأعمال بصمةَ العقاب الجماعي، الذي يُحظر بشكل قاطع بموجِب القانون الدولي.

أكذوبة الدروع البشرية

إن ادعاء جيش الاحتلال بأن حماس تستخدم الدروع البشرية هو تَكرار لأكذوبة قديمة، حتى إن كانت هناك ذرة حقيقة في هذا الادعاء، فالقانون الدولي الإنساني يُقدّم إرشادًا واضحًا: إذا استخدم طرفٌ ما المدنيين كدروع بشرية، فليس من حق الطرف الآخر التنصل من مسؤوليته في حماية هؤلاء المدنيين، فالاستناد إلى وجود الدروع البشرية لتبرير الدمار الواسع لا يُعتبر دفاعًا أخلاقيًا ولا قانونيًا.

رد فعل العالم

بالنسبة للمُجتمع الدولي، يُمثل التجاهل المُستمر للمعايير الإنسانية تهديدًا حقيقيًا لأسس النظام العالمي، فإذا ما بقينا صامتين أمام مثل هذه الانتهاكات، هل نكون بذلك نؤيد ضمنيًا عالمًا تحل فيه القوة محل الحق، وتضيع خطوط القانون في ضباب الحرب؟

الرأي الأخير

لقد مر شهر منذ سقوط القنابل الأولى على غزة وخلال هذا الوقت لم يشهد العالم هجومًا على منطقة مُحاصرة فقط ولكن أيضًا هجومًا على المبادئ التي تربط مُجتمعنا العالمي، لقد حان الوقت للتحرّك والمُساءلة واتخاذ الإجراءات، فإذا تم محو خطوط القانون الدولي في غزة، فهي قابلة للمحو في أي مكان آخر، وهذا ليس نظامًا عالميًا يجب علينا القَبول به.


(العدالة هي مجموع كل واجب أخلاقي)

إلى اللقاء في رأي آخر،،



٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page