top of page
  • صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

منتدى الدوحة 2023

معًا نحو بناء مُستقبل مُشترك


تحت الرعاية الكريمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، انعقد مُنتدى الدوحة لهذا العام تحت شعار «معًا نحو بناء مُستقبل مُشترك»، حيث مثّل المُنتدى لحظةً بارزةً في الساحة الدبلوماسية العالمية، وجمع قادةً ومُفكّرين لمُناقشة القضايا الدولية المُلحة، يُعد هذا المُنتدى بالغ الأهمية خاصة في ظل المشهد الجيوسياسي الحالي المُعقّد والتحديات البيئية والأمنيّة.

كان أحد جوانب التركيز الرئيسي على التغيّرات الجيوسياسية التي تُعيد تشكيل العَلاقات الدولية، ففي عالم يزداد تعدديةً، شدد المُتحدثون على ضرورة وجود نظام عالمي شامل وتعاوني. كما طُرحت قضية التغيّر المُناخي كموضوع حاسم، مع دعوات للعمل العاجل والجماعي، كما أبرز المُنتدى أيضًا أهمية المرونة والقدرة على التكيف الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة، مُشددًا على الحاجة لنمو اقتصادي مرن وعادل ومُستدام، خاصة في ظل التحديات العالمية المُستمرة.

ولكن، لم يكن من المُستغرب سيطرة أزمة غزة على أغلب النقاشات والحوارات في المُنتدى لهذا العام، فقد أشارَ معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى المعايير العالمية المُزدوجة في التعامل مع الوضع الراهن في غزة وفي ظل القصف الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من شهرين، وانتقد معاليه تردد بعض الفاعلين العالميين في إدانة العنف، مُقارنًا مواقفهم في سياقات أخرى، وأبرز من خلال كلمته الافتتاحية جوانب الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تُشكّل النساء والأطفال 70٪ من الضحايا، مع استشهاد أكثر من 18,000 فلسطيني منذ السابع من أكتوبر.

كما كان دور الولايات المُتحدة في النزاع موضوعًا رئيسيًا للنقاش في أروقة المُنتدى، فقد استخدمت الولايات المُتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار الأمم المُتحدة الذي يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى ذلك، أثارت المُساعدات العسكرية الكبيرة التي قدمتها الولايات المُتحدة لإسرائيل، بما في ذلك 14.3 مليار دولار من المُساعدات الإضافية وإمدادات كبيرة من الذخائر، غضبًا عالميًا، ما يُبرز الطبيعة المُثيرة للجدل للتدخل الدولي في النزاع.

الرأي الأخير

لم يكن مُنتدى الدوحة لعام 2023 مُجرّد تجمّع لمُناقشة القضايا العالمية، بل كان تذكيرًا صارخًا بالتحديات في تحقيق مواقف عالمية مُتماسكة تجاه النزاعات الدولية المُعقّدة، بذلك يؤكد المُنتدى الحاجة المُلحة للحوار المُستمر، والعمل المُنسق والتعاون في مواجهة هذه التحديات المُتعددة الأوجه، مُمهدًا الطريق للمساعي الدبلوماسية المُستقبلية والتعاون الدولي الجاد، لقد كان المُنتدى منصةً للحوار الهادف، مُعززًا الفهم والتوجّه الجماعي نحو الحوكمة العالمية، وعرض التزام دولة قطر بتعزيز الحوار العالمي والفهم، ما يُشير إلى نفوذها المُتزايد والفعّال على الساحة الدولية.

(حيثما توجد الرؤية يوجد الأمل)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page