top of page
صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

2023.. عام النزاعات غير المحلولة

الرؤية بدون استراتيجية تبقى مجرد وهْم


سيرتبطُ عام 2023 بالهجوم الإسرائيلي الوحشي المُدمر على غزة أكثر من أي حدث آخر في هذا العام، فقد تم توثيق الأثر الإنساني المروّع بشكل لم يسبق له مثيل، والتأثير البالغ على سكان غزة جرّاء هذه الحرب، وتشريد نسبة كبيرة منهم من منازلهم سيكون له تداعيات جيوسياسية أوسع لا تقل أهمية، هذا الصراع أثار نقاشات عالمية حول فعالية الأمم المتحدة في حل النزاعات وطرح أسئلة جِديّة حول مستقبل جهود السلام في الشرق الأوسط، وكشف عن توجه متزايد نحو ما يعرف بـ «التجزؤ الجيوسياسي» .

انقسام الاهتمام العالمي: الصراع الروسي الأوكراني:

وسط أزمة غزة، استمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا في تشكيل الجيوسياسية العالمية، فالانقسام العالمي حول الاهتمام بين هاتين الأزمتين يبرز تعقيدات الدبلوماسية الدولية والتحديات في إدارة النزاعات المُتعددة والمتزامنة، معتبرًا الوضع في أوكرانيا سردًا موازيًا للنضال من أجل السيادة والقانون الدولي.

العلاقات الأمريكية الصينية ومسألة تايوان:

التوترات بين الولايات المتحدة والصين خاصةً بشأن تايوان، تعكس اتجاه الصراعات الجيوسياسية العالمية، وعدم العمل المُشترك بين القوتين في غزة سيؤثر خارج نطاقيهما الجغرافي، لقد أبرز هذا العام الحاجة إلى توازن دقيق للقوى والتحديات في الحفاظ على السلام في المناطق ذات المصالح الدولية المُتنافسة، فالاستجابات الدولية المُتباينة بين تايوان وغزة (كما هو الوضع بين أوكرانيا وغزة) كشفت عن تناقضات في الجهود الدبلوماسية العالمية.

أزمة المُناخ: حالة طوارئ مُغْفَلة:

أُغفلت حالة الطوارئ البيئية بسبب الأزمات الفورية، وأظهر عام 2023 الحاجة الحاسمة لنهج متوازن في صنع السياسات العالمية، مع التأكيد على عدم تهميش القضايا البيئية بسبب الأزمات الجيوسياسية كما بيّن كيف يمكن للصراعات العالمية تعطيل مبادرات تغير المناخ، مؤكدًا الحاجة إلى حلول متكاملة.

استمرار عدم الاستقرار في الشرق الأوسط:

خارج غزة، استمر الشرق الأوسط في التعامل مع عدم الاستقرار، فالتطورات في سوريا واليمن والسودان خلال عام 2023 أظهرت التعقيدات المُستمرة للمنطقة، و سلطت الضوء على الحاجة إلى استراتيجية شاملة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والتصدي لأجندات «المُخربين» .

التداعيات الاقتصادية والأمن السيبراني المُغْفلة:

كانت التداعيات الاقتصادية والأمن السيبراني لأحداث العام كبيرة ولكنها غير معالجة بالشكل الكافي، و أثرت الحرب على غزة والتوترات الجيوسياسية الأخرى على الاقتصادات العالمية والبنى التحتية السيبرانية، ما يبرز الترابط بين الأمن العالمي والاقتصاد والتكنولوجيا.

المشهد الجيوسياسي الإفريقي: الجمود بين مصر وإثيوبيا وما وراءه:

في إفريقيا، كان توقف المحادثات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة حدثًا رئيسيًا، حيث يُعد هذا الجمود الذي يرمز إلى التحديات في تقاسم الموارد والمفاوضات الدبلوماسية تهديدًا للاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم إغفال التطورات الأخرى الهامة في القارة خلال عام 2023 والتي تُسهم في فهم شامل للديناميكيات الجيوسياسية الإفريقية.

الرأي الأخير

مع نظرنا إلى ما بعد عام 2023، ستحدد الدروس والتحديات التي واجهتها العلاقات الدولية خلال هذا العام مسارها في المُستقبل، فنزاعات عام 2023 غير المحلولة والجمود الدبلوماسي يُبرزان الحاجة الملحة لتعاونٍ عالمي أكثر فعالية، والتزامٍ جديدٍ بحل النزاعات عبر القنوات الدبلوماسية و سيكون العام الجديد حاسمًا في تحديد ما إذا كان المجتمع الدولي قادرًا على التغلب على الانقسامات والعقبات التي تمت تجربتُها في هذا العام، والتحرك نحو نظام عالمي أكثر استقرارًا وسلامًا.

(الرؤية بدون استراتيجية تبقى مجرد وهْم)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page