نتنياهو في واشنطن
- نواف بن مبارك آل ثاني 
- 9 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 23 يوليو
هل تُكتب لغزة بداية جديدة.. أم يُغلق باب التاريخ؟


بينما يحلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضيفًا على العاصمة الأمريكية واشنطن، تستمرّ آلة الحرب في التهام أرواح الأبرياء في غزة بلا هوادة. أكثر من 56 ألف شهيد فلسطيني ارتقوا منذ اندلاع العدوان، وفق إحصاءات وزارة الصحة، وآخرهم 138 خلال 24 ساعة فقط. تُطرح المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في ظل مشهد دموي لا يحتمل التأجيل، فهل تحمل هذه الزيارة فرصة جادّة لإنهاء العدوان، أم أنها تندرج في إطار لعبة سياسية تؤجل الانفجار بدلًا من منعه؟.
المقترح الذي تقوده الولايات المتحدة بدعم من دولة قطر ينصّ بحسب الأنباء على هدنة لمدة ستين يومًا، تشمل إطلاق عشر رهائن إسرائيليين أحياء، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وتدفق مساعدات إنسانية بإشراف الأمم المُتحدة والصليب الأحمر، إلى جانب انسحاب تدريجي من أجزاء من غزة. لكن مطالب المُقاومة تتجاوز ذلك: وقف دائم للحرب، انسحاب الاحتلال من «ممرات السيطرة» التي قسّمت غزة، وإنهاء ما يُعرف بـ «مؤسسة المساعدات الإنسانية» التي، بحسب منظمات أممية، حوّلت الجوع إلى أداة سياسية وغطاء لتشريد المدنيين.
الاحتلال رفض هذه التعديلات واعتبرها «غير مقبولة» بينما أبدت حركة حماس ردًا إيجابيًا مشروطًا. وتبقى الفجوة واسعة بين الحد الأدنى الفلسطيني والحد الأقصى الإسرائيلي، خصوصًا في ظل خطاب نتنياهو المتشدد، الذي يُصرّ على «تدمير حماس» كشرط لأي وقف دائم، وهو هدف وصفه محللون إسرائيليون بـ «الوهمي» ويُستخدم لإطالة أمد الحرب خدمة لأجندات شخصية مُرتبطة بمحاكمات الفساد التي تلاحقه.
في الواقع، ما يجري في واشنطن ليس مفاوضات سلام تقليدية، بل إنه صراع على السردية والمكاسب السياسية. ترامب يسعى لاختراق دبلوماسي قبيل الانتخابات النصفية، ونتنياهو يستثمر في الحرب لتفادي السقوط السياسي. أما الكلفة فتُدفع من دماء المدنيين، من أطفال غزة الذين يركضون نحو مساعدات يُستهدفون خلالها، إلى أهالي الضفة الذين يواجهون الهدم وهجمات المستوطنين الإرهابية يوميًا.
الدعوات الدولية تتوالى - من دول البريكس إلى الاتحاد الأوروبي - للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتوفير ممرات إنسانية، ووقف العقاب الجماعي. لكن هذه الضغوط تبقى محدودة ما لم تقترن بإرادة أمريكية تفرض التزامات على الاحتلال، وضمانات تمنع تكرار خرق التفاهمات كما حدث في مارس.
ما يطالب به الفلسطينيون ليس امتيازات، بل حقوق أساسية: وقف القتل، رفع الحصار، منع التهجير، وعودة الحياة لما تبقّى من غزة. أما ما تريده إسرائيل، بحسب أكاديميين، فهو «أرض بلا شعب» عبر دفع الفلسطينيين للاختيار بين الموت جوعًا، أو الموت قصفًا، أو مغادرة وطنهم. لكن كما أثبت التاريخ، الفلسطينيون لم يغادروا ولن يغادروا.
الرأي الأخير ...
الفرصة قائمة - لكنها هشة. إن فشلت هذه الجولة، فلن يكون ذلك مجرد إخفاق تفاوضي، بل شهادة إضافية على انهيار النظام الدولي، وشرعنة الإبادة تحت غطاء الأمن القومي. أما إن نجحت، فربما تُكتب بداية لمسار جديد، لا يقوم على الهيمنة، بل على العدالة، والمحاسبة، والحق في البقاء.
«هل يسمع العالم.. أنين الركام؟»
إلى اللقاء في رأي آخر،،











تعليقات