top of page
Zubara_Fort-2_edited_edited_edited.png

المرحلة الباليستية

  • صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثاني
    نواف بن مبارك آل ثاني
  • 26 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة

تصعيد خطير ومواقف مُترددة

مع قرب دخول الحرب الروسيّة على أوكرانيا منتصف عامها الرابع، تتّجه الأزمة نحو مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة، يتزايد فيها اعتماد الأطراف المتحاربة على الضربات بعيدة المدى، وسط تحديات تتعلّق بفاعلية الدفاعات الجويّة ومحدودية الدعم الدولي.

الهجمات الروسية الأخيرة مثّلت منعطفًا نوعيًا. فقد أطلقت موسكو أكثر من 900 طائرة مسيّرة و65 صاروخًا في يوم واحد، بينها تسعة صواريخ باليستية لم يتمكّن الدفاع الجوي الأوكراني من اعتراض أي منها. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل العشرات، بينهم أطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية المدنيّة. ويُشير هذا التصعيد إلى رغبة موسكو في فرض واقع عسكري جديد يتجاوز مجرّد الضغط التكتيكي على الجبهات.

في المقابل، تجد أوكرانيا نفسها في سباقٍ مع الزمن للحصول على مزيدٍ من منظومات الدفاع الجوي، وعلى رأسها «باتريوت» الأمريكية، القادرة على التصدي للصواريخ الباليستية. لكن إدارة الرئيس ترامب تتعامل مع هذا المِلف بحذرٍ لافتٍ. وزير الخارجية ماركو روبيو أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تملك فائضًا كافيًا من هذه المنظومات، داعيًا الحلفاء الأوروبيين إلى المساهمة من مخزونهم الاستراتيجي. إلا أن هذه الدول ترى في «باتريوت» عنصرًا محوريًا في أمنها الوطني، ما يجعل قرار التبرع بها معقدًا سياسيًا وعسكريًا.

في هذا السياق، تحوّل الدعم العسكري إلى صيغة أكثر واقعية. فبدلًا من المساعدات المجانية، ظهرت مبادلات تِجارية مشروطة، كما حدث حين سمحت واشنطن لألمانيا بإعادة تصدير صواريخ «باتريوت» إلى أوكرانيا مقابل توقيع اتفاق مع كييف لتوريد معادن نادرة للولايات المتحدة. إلا أن هذه الصواريخ من طراز PAC - 2 الأقدم، التي تُعد أقل كفاءة مقارنة بصواريخ PAC - 3 الحديثة، ولا تستطيع التصدي لصواريخ روسية متطوّرة مثل «أوريشنك»، وَفق مصادر استخباراتية أوكرانية.

الرئيس ترامب عبّر عن استيائه من سلوك الرئيس الروسي، واصفًا إياه بأنه «فقد صوابه»، لكنه في الوقت نفسه لم يقدّم أي التزامات مُباشرة بشأن زيادة الدعم. وفيما يدعو إلى استئناف المفاوضات، يرفض بوتين حتى الآن تقديم أي تنازلٍ، مُكتفيًا بطرح «مذكرة تفاهم» غير واضحة المعالم.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكّد أن وقف الحرب يمرّ عبر «الضغط الكامل» على الكرملين، محذّرًا من أن التراخي الغربي يشجّع روسيا على المضي قدمًا في تصعيدها. ومع استمرار تدفق صواريخ باليستية كورية شمالية إلى الجبهة الروسية، تزداد الفجوة بين احتياجات الدفاع الأوكراني وقدرة المجتمع الدولي على تلبيتها.

هذا التباين بين التصريحات العلنية والقرارات الفعلية يُثير تساؤلات حول مدى التزام القوى الكُبرى بحماية النظام الدولي. فالعديد من الحلفاء الغربيين يُفضّلون حاليًا الدعم المشروط أو المؤجّل، ما يترك أوكرانيا عالقةً بين مطالب أمنية ملحّة وواقع سياسي دولي معقّد ومتقلّب.

الرأي الأخير:

الحرب دخلت مرحلة ردع غير مُتكافئ، قد تطول أكثر مما كان متوقعًا. الصراع لم يعد يدور فقط حول أوكرانيا، بل أصبح اختبارًا لمصداقية التحالفات الغربية، ولقدرتها على التوفيق بين الأمن القومي والمبادئ الأخلاقية.

(«الصمت لا يردع المُعتدي، بل يُشجّعه» - فولوديمير زيلينسكي)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


Comments


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

 - مجرد رأي | من منظور إستراتيجي -

pod144r21.tif

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكتّاب الشخصية فقط.

PoliSMAIN35755.png

© 2025 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page