بداية عصر جديد
في عالم اليوم، حيث تُشكّل التكنولوجيا ملامح القوة العالمية، أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الدفاعية أمرًا محوريًا وحتميًا، ومع دخولنا عام 2024، نرى أن هذا الاتجاه لن يُغيّرَ الاستراتيجيات العسكرية فحسب، بل سيُعيد تشكيل مفهوم الأمن والحرب العالميين إلى الأبد.
الذكاء الاصطناعي في الدفاع: بداية عصر جديد
تقف وزارة الدفاع الأمريكية، كرائدة في هذا المجال، فقد دمجت الذكاء الاصطناعي في عملياتها بكفاءة، ليكونَ هذا الدمج ليس مجرد تحسين في الأداء بل ثورة في التسليح والتخطيط والتنفيذ العملياتي، وعمليات الإمداد والتجهيز والإدارة كذلك، وأصبحت الأنظمة الذكية توفر فَهمًا عميقًا لساحة المعركة، ما يُحوّل مناطق الصراع الواسعة إلى مسارح يمكن فَهمها والتحكم بها بدقة، ولكنها ليست الدولة الوحيدة في هذا المجال، فطبيعة الذكاء الاصطناعي جعلت الدول الصغيرة والمتوسطة كذلك تدخل عالم المُنافسة في هذا المجال وخاصة ضمن أربعة مجالات رئيسية:
– الوعي «الفائق» لمسرح العمليات: يُعزز الذكاء الاصطناعي الفَهم الوضعي على ساحة المعركة.
– التخطيط «التكيفي» للقوى البشرية: يدعم الذكاء الاصطناعي الاستجابات الديناميكية للتغيرات في ظروف ساحة المعركة، ومُتطلبات التجنيد في وقت السلم.
– الدقة والمرونة: يُساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمليات العسكرية لتكونَ أكثر دقة ومرونة، وموفّرة للجهد والمال.
– اللوجستيات الفعالة: يُحسّن الذكاء الاصطناعي العمليات اللوجستية والإدارية وقدرات التنبؤ للاحتياجات اللوجستية «الإمداد والتجهيز».
التقدم في أنظمة الأسلحة الذكية
في المُستقبل القريب، نتوقّع تطوّرات تبدو كأنها من الخيال العلمي، لنتخطى الطائرات بدون طيار والروبوتات التي تتخذ قراراتها بشكل ذاتي فحسب، لنصل إلى الدمج الكامل للذكاء الاصطناعي في مهام الاستخبارات والاستطلاع، لتتحولَ هذه الأجهزة إلى عناصر حاسمة تتجاوز قدرات البشر، مثل:
– تحسين الاستخبارات والمُراقبة والاستطلاع والأنظمة المُستقلة: دور الذكاء الاصطناعي في مجالات الاستخبارات والمُراقبة والاستطلاع ونشر الأنظمة المُستقلة مثل الجيل القادم من الطائرات بدون طيار والسفن بدون قبطان.
– مُعَدَّات الدفاع المُتقدّمة: ابتكارات مثل قدرات الطيران «فوق الصوتية» وأسلحة الطاقة الموجهة، مع التركيز على تحقيق انبعاثات صفرية.
– القدرات في الحرب الإلكترونية: تعزيز أمن الشبكات الإلكترونية بالذكاء الاصطناعي لحماية الأنظمة العسكرية من التهديدات السيبرانية.
تقنيات التدريب «الغامرة»: استخدام الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز في تدريب الجنود وتعزيز الوعي بالوضع الميداني.
– الحرب المدفوعة بالبيانات: استغلال تحليلات البيانات الضخمة والحوسبة الكَمية لاتخاذ قرارات مُستنيرة.
– تقنيات الجيل الخامس و»البلوكتشين» في الدفاع: استخدام هذه التقنيات لنقل البيانات بأمان وتعزيز أمن البيانات.
التحديات الأخلاقية والاستراتيجية
مع زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، تظهر تحديات أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بأنظمة الأسلحة المُستقلة والتي لا تحتاج الى أي تدخل بشري، فيجب تحقيق التوازن بين استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي وضمان استخدامه بطريقة مسؤولة وضمن القوانين المرعية.
الرأي الأخير:
ونحن على أعتاب ثورة «جديدة» للذكاء الاصطناعي في الدفاع، يجب أن نسيرَ في هذا الطريق بعناية وبصيرة، فالإمكانات كبيرة، ولكن يجب استغلالها بمسؤولية، لضمان السلام والأمن العالميين وللحفاظ على توازن بين استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي وضمان استخدامه بشكل مسؤول.
(يموت البعض شبابًا، ولكنهم يدفنون كهولًا)
إلى اللقاء في رأي آخر،،،
Comments