فك شفرة أكثر استراتيجية أمريكية مُثيرة للجدل في الشرق الأوسط
في أعماق أروقة الدبلوماسية الأمريكيّة تبرز سياسة الهيمنة العسكريّة النوعيّة (QME) كعنصر حيوي في الاستراتيجية الخارجيّة الأمريكيّة، خاصة في الشرق الأوسط، هذه السياسة التي غالبًا ما تكون محور الحديث في الأوساط الدبلوماسيّة، وتكفل تفوّق إسرائيل العسكري في المِنطقة، إن فَهْمَ هذ المبدأ الدبلوماسي هو أمر جوهري لفك «طلاسم» الاستراتيجية الأمريكية في بيئة تتسم بالتعقيدات الجيوسياسية. تلتزم سياسة الهيمنة العسكرية النوعية التي تمَّ ترسيخها في قانون الولايات المُتحدة بضمان تفوّق إسرائيل العسكري على أي تهديد تقليدي موثوق، سواء كان من دول فردية أو ائتلافات مُحتملة، وحتى الجهات الفاعلة غير الدولية التي تمتلك قدراتٍ عسكريةً مؤثرةً. تعود جذور سياسة الهيمنة العسكريّة النوعيّة إلى لحظات مَفْصَليّة في تاريخ العَلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، حيث تطوّرت عبر عقودٍ من النزاعات والتحوّلات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، لتعكسَ التزامًا أمريكيًا مُستمرًا، يتجاوز التغيّرات الإدارية والتحوّلات العالمية بأمن إسرائيل واستقرار المِنطقة. يتطلب تنفيذ سياسة الهيمنة العسكرية النوعية مهارة في التوازن الدبلوماسي، فتحرص الولايات المُتحدة كذلك على تعزيز عَلاقاتها مع دول أخرى في الشرق الأوسط من خلال بيعها أسلحة مُتطوّرة، ليتم تقييم كل صفقة بدقة لضمان عدم تأثيرها سلبًا على تفوّق إسرائيل العسكري، تتعقّد المسألة عندما تواجه هذه الدول تهديدات مُشتركة، كتهديد أمن الولايات المُتحدة والدول العربية معًا. تنظر بعض الدول العربيّة إلى سياسة QME بعين الحذر، بينما تتفهم الأسباب الاستراتيجية خلفها، إلا أن هناك توترًا ضمنيًا في رؤية كِيانٍ مُجاورٍ يمتلك قدراتٍ عسكريةً مُتفوقةً دائمًا، أدَّى ذلك إلى سعي هذه الدول لتطوير قدراتها العسكريّة وتعزيز تحالفاتها الاستراتيجية، ما يُضيف إلى التعقيد الأمني الإقليمي من المنظور الأمريكي، ليعتقد البعض أن سياسة الهيمنة العسكرية النوعية قد تُسهم في سباق تسلح إقليمي، ما قد يزيد من عدم الاستقرار في المِنطقة، مثل تطوير قدرات عسكرية غير مُتماثلة أو اللجوء إلى الخِيارات النووية. أبرزت التحوّلات الجيوسياسية الأخيرة تغيّرات في المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وقد تؤثر هذه التطوّرات على كيفية تطبيق هذه السياسة العسكرية النوعية في المُستقبل، ما يتطلب من الولايات المُتحدة تكييف أنظمتها وقوانينها – وسياساتها بالتبعية – مع الواقع الجديد والتحالفات الناشئة.
الرأي الأخير ...
تُمثلُ سياسةُ الهيمنة العسكريّة النوعيّة الأمريكيّة أكثر من مُجرد التزام استراتيجي، إنها تُمثل لعبة اتزان دقيقة للقوة والدبلوماسية، فمع استمرار تطوّر الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط ستواجه الولايات المُتحدة تحدي تكييف هذه السياسة مع الظروف المُتغيّرة في المِنطقة، حيث لن يُشكلَ مُستقبل هذه السياسة المشهد في الشرق الأوسط فقط، لكن أيضًا اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية في عالم مُتعدّد الأقطاب بشكل مُتزايد، وسنجد بلا شك استغلال بعض الدول العربية هذا الوضع لتمرير بعض الأمور العالقة لدى الولايات المُتحدة نتيجة لعبة الاتزان الجديدة تلك، فمن سيكون المُستفيد؟
(أسمى مُستويات الاستراتيجية هي مواجهة استراتيجية المُنافس)
إلى اللقاء في رأي آخر،،،
コメント