top of page
  • صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

سجين قلعة ”كولديتز“

قصة شجاعة وعنصرية وهروب ، في الحرب العالمية الثانية

في خضم الحرب العالمية الثانية، وبين جدران قلعة كولديتز الألمانية القاسية التي وصفت «بالسجن الذي لا يمكن الهروب منه» نجد قصة الضابط الهندي الوحيد في الجيش البريطاني الذي وجد نفسه أسيرًا في هذه القلعة التاريخية الشامخة في قلب الريف الألماني، إنه الدكتور بيريندراناث مازومدار، هذه قصة مناضل لم يناضل ضد قيود الأسر فقط، ولكن أيضًا ضد العنصرية التي واجهها من قبل بعض زملائه الضباط البريطانيين «البيض» ففي محيطٍ كان يفترض أن يسوده التعاضد والتآزر، وجد مازومدار نفسه مضطرًا لمواجهة تحدٍ إضافي هو النضال ضد التمييز العنصري.

على الرغم من هذه التحديات، لم يتوانَ مازومدار عن تقديم يد العون والمساعدة لزملائه البريطانيين في الأسر كطبيب، كان دوره حاسمًا في الحفاظ على صحة الأسرى، مُقدمًا الرعاية الطبية والدعم النفسي في أوقات كانت الحاجة إليهما ماسة، ومع ذلك لم تكن إسهاماته تُقابل دائمًا بالتقدير الكافي، وأحيانًا كان يواجه النظرات الدونية والتصرفات العنصرية من بعض زملائه الضباط البريطانيين الأسرى، رغم أن دهاءه ساهم في هروب العديد من الأسرى من هذا السجن العتيد.

على الرغم من هذه العقبات، لم يفقد مازومدار الأمل ولا الإرادة للتغلب على ظروفه الصعبة، بل في نهاية المطاف، وبعد أن ساهم في هروب رفاقه واستكمالًا لواجبه العسكري كضابط وواجبه الإنساني كطبيب، تمكن من تحقيق الهروب الاستثنائي من قلعة كولديتز، متغلبًا على كل التحديات الجسدية والنفسية التي واجهته، فقد كان هروبه ليس نصرًا شخصيًا عظيمًا فحسب، ولكنه أيضًا شكَّل إلهامًا للآخرين ودليلًا قاطعًا على أن الإرادة القوية والعزيمة يمكنهما تجاوز العقبات الظاهرة والمُستترة على حد سواء.

تُعد قصة الدكتور بيريندراناث مازومدار في الجيش البريطاني شهادة على الشجاعة والمثابرة في وجه الصعاب، وكذلك على النضال ضد التمييز العنصري في محيط يفترض فيه التكاتف والإخاء، ويذكرنا هروبه بأن الحرية والعدالة قيم يجب أن نسعى إليها دائمًا، وأن الإنسانية تتجاوز حدود العِرق واللون.

الرأي الأخير …

قصة الدكتور بيريندراناث مازومدار هي دعوة للتفكير والعمل ضد التمييز والعنصرية في جميع الأوساط، سواء العسكرية أو المدنية. إنها تذكير بأن العدالة والمساواة يجب أن تسود في كل زمان ومكان، وأن الشجاعة لمواجهة الظلم هي قيمة لا تقدر بثمن فمن خلال استكشافنا لقصة مازومدار، نتعلم درسًا قيّمًا عن القوة الكامنة في الإرادة الإنسانية والقدرة على التغيير نحو الأفضل، بغضّ النظر عن العقبات التي قد تعترض الطريق.

(كل ما يلزم لانتصار الشر هو ألا يفعل الأخيار شيئًا)

إلى اللقاء في رأي آخر،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page