الدبلوماسية العالمية على «مذبح» التاريخ
مع تصاعد الحرب في غزة، يتابع العالم بقلق تقلبات الجهود الدبلوماسية بين الأمل واليأس، حيث جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضمن جولته في الشرق الأوسط لتبرز «تعقيدات تحقيق سلام مستدام في منطقة تعاني من عقود النزاع»، في قلب التصعيد الحالي يبرز تهديد وشيك بعملية برية إسرائيلية على رفح، وهو سيناريو قد يفاقم بشكل كبير الأزمة الإنسانية في غزة.
لقد أدى القصف المستمر لرفح من قبل القوات الإسرائيلية ليس إلى تدمير المدينة فقط ولكنه دفع سكانها أيضًا إلى حافة الهاوية، في هذا السياق، تجري مفاوضات حاسمة حيث «قد» يتوجه وفد من حماس إلى مصر، لتمثل هذه المحادثات، التي تتوسط فيها دولة قطر والولايات المتحدة، مفترق طرق حرجًا، فإما أن تجنب المنطقة هجومًا بريًا محتملًا، أو أن تفشل في منعه، وهو ما يخشى الكثيرون أن يؤدي إلى نتائج كارثية.
خلال أبريل، أسفر الحوار بين حماس والإسرائيليين، من خلال وسطاء متعددين، عن القليل من النتائج الملموسة وألمحت جولات المحادثات الحالية في القاهرة إلى تقدم، مع مقترحات لوقف إطلاق نار مرحلي يبدأ بتبادل الأسرى ومع ذلك لا تزال الخلافات الجوهرية قائمة.
في ظل هذه المفاوضات المشحونة، يزداد التعقيد نظرًا للسياسات الداخلية الإسرائيلية، حيث يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا كبيرة من حكومته اليمينية المتطرفة، حيث هددت شخصيات مثل وزير الأمن القومي بن غفير ووزير المالية سموتريتش بتفكيك الحكومة إذا تم التوصل إلى أي تنازلات لحماس، ليتناقض هذا الانقسام الداخلي بشكل صارخ مع آراء الشخصيات المعارضة مثل بيني غانتس ولبيد، التي تعطي الأولوية لإطلاق سراح الأسرى وعلى وجه السرعة.
من جهة العرب، كشفت اجتماعات بلينكن عن تردد الدول العربية في تقديم القوات أو الأموال دون التزامات واضحة من إسرائيل نحو حل الدولتين «القابل للتطبيق»، لتعكس مطالب الوزراء العرب بمسار واضح نحو دولة فلسطينية قبل أي تدخل لحفظ السلام مخاوف عميقة بشأن المستقبل في غزة.
الرأي الأخير …
لا تعتبر الأوضاع في غزة مجرد قضية إقليمية بل هي اختبار لعزم المجتمع الدولي على تعزيز السلام في واحدة من أكثر مناطق الصراع استمرارية في العالم، بينما تتنقل الدبلوماسية بين العواصم وتتبادل المقترحات، تتوقف حياة الملايين في الميزان، في انتظار عالم غالبًا ما يكون مشغولًا بالاستراتيجيات الجيوسياسية لدرجة أنه ينسى الثمن البشري للتقاعس.
(لا سلام دون تنازل، ولا تنازل دون شجاعة)
إلى اللقاء في رأي آخر،،،
Comments