ما بعد «رؤية سان فرانسيسكو»
تظلُّ العَلاقةُ بين الولايات المُتحدة والصين واحدةً من أكثر العَلاقات تعقيدًا وأهميةً على الساحة العالميّة، وكما ذكرت في مقالي العام الماضي، فإن التطوّرات التي ستشهدها طبيعة العَلاقات الأمريكيّة – الصينيّة ستكون ذات دلالات هامة للتنافس الأمريكي – الصيني في الشرق الأوسط، فما الجديد في عام الانتخابات العالميّة ٢٠٢٤؟ حقيقة، لقد شهدت التطوّرات الأخيرة تحوّلًا ملحوظًا في ديناميكيات هذه العَلاقة، يتسم بالسعي إلى إدارة المُنافسة بفاعلية أكبر وتجنّب مخاطر الصراع.
الأسس الاقتصاديّة والتحديات
شهدَ الاقتصادُ الأمريكيُ انتعاشًا ملحوظًا بفضل الإنجازات التشريعيّة الكُبرى مثل قانون البنية التحتيّة وقانون الرقائق والعلوم CHIP، هذه الإجراءات لم تُعزّز النمو الداخلي فحسب، بل عززت أيضًا العَلاقات الاقتصاديّة للولايات المُتحدة مع حلفائها في أوروبا وآسيا، في المُقابل، تواجه الصين ضغوطًا اقتصاديةً داخليةً تفاقمت بسبب الإجراءات التنظيميّة الصارمة والتوترات الجيوسياسيّة العالميّة، لتبرز تحليلات الخبراء الاقتصاديين تأثير هذه الديناميكيات على الأسواق العالميّة، ما يُشير إلى تداخلٍ مُعقدٍ يُحدّد العَلاقة الاقتصاديّة بين الولايات المُتحدة والصين.
حقوق الإنسان والسياسات الإقليميّة
تستمرُ قضايا حقوق الإنسان والسياسات الإقليميّة في كلا البلدين في جذب الانتباه الدولي، فقد حققت الولايات المُتحدة تقدمًا في تلبية التوقعات العالميّة من خلال تعزيز الشفافية وإعادة التواصل مع الحلفاء، ومع ذلك، فإن موقفها تجاه غزة ما زال يتعرّض للانتقادات الدوليّة، ومن الطرف الآخر فموقف الصين في بحر الصين الجنوبي الذي يوصف من قِبل الجانب الأمريكي بـ «العدواني»، وسياساتها في مناطق مثل شينجيانغ وهونغ كونغ أثارت انتقادات عالميّة كذلك، لتُساهم الاستكشافات التفصيليّة للحوادث الأخيرة وردود الفعل الدوليّة في توضيح التداعيات الأوسع للعَلاقات الأمريكيّة – الصينيّة.
نبرة الدبلوماسية والتفاعل المُستقبلي
يسعى التحوّل في الخطاب الدبلوماسي بين القوتين – خاصة بعد قمة سان فرانسيسكو – إلى إعادة «الضبط الاستراتيجي»، فقد أفسحت لغة «المُنافسة الاستراتيجيّة» المجالَ لحوارٍ يُركّز على الاحترام المُتبادل وإمكانية التعاون، ليظهر هذا التطوّر في البيانات العامة والتبادلات الدبلوماسيّة الأخيرة، ما يبرز الاهتمام المُشترك بالحفاظ على الاستقرار وتجنّب الصراع، ليرى المُحللون والدبلوماسيون أن هذا النهج الجديد من الدبلوماسية سيؤدّي لاستقرار دبلوماسي واقتصادي أشبه بما كان الوضع عليه في أواخر القرن الماضي.
الرأي الأخير:
على الرغم من هذا التفاؤل الاستراتيجي إلا أن مسار العَلاقات الأمريكيّة – الصينيّة يظلّ موضع اهتمام عالمي حاد، ففي ظل الصراعات مثل الحرب على غزة والحرب الروسيّة – الأوكرانيّة، يتكهن المُحللون بمُختلِف السيناريوهات التي قد تتكشف من خلال تطور العَلاقات الروسيّة – الصينيّة، لتستمر السياسة الأمريكية «كعادتها» تتأثر بالقضايا العالميّة المُستمرة، فبينما تُبحر الولايات المُتحدة والصين في هذه العَلاقة المُعاد تعريفها، قد تكون التداعيات العالميّة هائلةً.
(للماء حملُ القارب وللماء إغراقُه – مثل صيني)
إلى اللقاء في رأي آخر،،،
Comments