دعوة لتدخل حاسم من الولايات المتحدة

بعد أكثر من 250 يومًا على الحرب في غزة، حيث العنف المستمر والأزمة الإنسانية المتفاقمة والجمود السياسي تسيطر على المشهد، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بحل مجلس الحرب جنبًا إلى جنب مع العمليات العسكرية المستمرة والأزمة الإنسانية الحادة. إن المرحلة الحالية للحرب قد رسمت لوحة قاتمة من الألم واليأس، وعلى الرغم من الإعلانات عن «وقفات تكتيكية»، إلا أن القتل لا يزال مستمرًا بلا هوادة، مما يبرز الحاجة الملحة إلى تدخل دولي من نوع آخر، فالوقت قد حان لتتخذ الولايات المتحدة إجراءات جادة بعيدة عن «لعبة السياسة» إذا أرادت أن تُعتبر داعيًا حقيقيًا للسلام.
قرار نتنياهو بحل مجلس الحرب المؤلف من ستة أعضاء يسلط الضوء على الاضطرابات السياسية داخل إسرائيل، هذه الخطوة التي جاءت نتيجة لرحيل الجنرال السابق بيني غانتس تعكس انقسامات أعمق في المشهد السياسي الإسرائيلي، ليعتمد نتنياهو الآن على مجموعة أصغر من الوزراء من شركائه في الائتلاف الديني القومي.
الوضع الإنساني في غزة كارثي، وتدمير مستودعات المساعدات – مثل منشأة «هيومانتي آند إنكلوجن» – في رفح يوضح العوائق الشديدة التي تواجهها المنظمات الإنسانية، رغم الإخطارات المناسبة للسلطات الإسرائيلية، أصبحت الهجمات على هذه المرافق نمطًا مقلقًا، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين في غزة. ذكر رئيس الأونروا فيليب لازاريني أنه لم يحدث أي تغيير في الأعمال العدائية رغم إعلانات الجيش الإسرائيلي عن وقفات تكتيكية يومية إلا أن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء والماء والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية، ويغرقون أكثر في أعماق الأزمة مع مرور كل يوم.
باعتبارها حليفًا «قديمًا» لإسرائيل، تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة في التأثير على مسار هذا الصراع، فزيارة المبعوث الخاص الأمريكي آموس هوكستين الأخيرة إلى القدس وبيروت، التي تهدف إلى تهدئة التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن هناك حاجة إلى إجراءات أكثر صرامة لمعالجة الصراع في غزة مباشرة إذا كانت الولايات المتحدة جادة في التوصل إلى تسوية تفاوضية، فعليها أن تمارس ضغوطًا أكبر على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية والالتزام بوقف دائم لإطلاق النار، حيث يجب أن تتجاوز الجهود الدبلوماسية «التصريحات» لتظهر موقفًا واضحًا ضد العنف المستمر.
الرأي الأخير …
بينما يستمر الصراع في غزة، يجب على المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حاسمة، فالوقفات التكتيكية هي مجرد ضمادة مؤقتة على جرح عميق يتطلب جهدًا شاملًا ومستدامًا للشفاء، يجب أن تكون الولايات المتحدة قدوة، تظهر جديتها بشأن السلام، ومستعدة لاستخدام نفوذها لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. فقط من خلال التدخل الحقيقي والالتزام بالمبادئ الإنسانية يمكننا أن نأمل في رؤية نهاية لهذا الصراع الوحشي، فمستقبل المدنيين في غزة واستقرار المنطقة الأوسع يعتمدان على ذلك.
(تحرك الآن أو واجه الظلام الأبدي)
إلى اللقاء في رأي آخر ،،،

Comments