top of page
  • صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

الانفصال عن الواقع

هل يمكنُ للسياسة الأمريكية أن تتجاوز هذا المشهد الهزلي؟


كل من شاهد المُناظرة الرئاسية الأسبوع الماضي بين الرئيسين الأمريكيين -السابق والحالي- لا يمكن إلا أن يجد نفسه في ذهول لما شاهده من انفصال تام بين واقع المسؤولية الكبرى لدور الرئيس القادم، والعرض المسرحي الهزلي الذي تم بثه للعالم على قنوات CNN، ليعلق أحد «الأصدقاء» في واشنطن عندما تحدثت معه بعد المناظرة ساخرًا: «إن كنت تعتقد أن مشاهدة المناظرة الرئاسية كانت صعبة؟ فكِّر في مدى صعوبتها لمترجمي لغة الإشارة المساكين» ، فبين محاولة رجل عجوز يحاول أن يتذكر أين هو الآن -ناهيك عما كان السؤال الذي طرحه المحاور- وبين مرشح مدان قضائيًا يلمح بأنه سيستغل الفترة القادمة -إن حدثت- للانتقام لا للحكم.


وقفت أمريكا في ذهول، بل ووقف العالمُ في ذهول أيضًا، لما يشاهده، ولما آل إليه الحال في «أرض الحر وموطن الشجاع» ، ليكون الخيارُ من بين أكثر من ثلاثمئة مليون مواطن أمريكي إما «العجوز أو المجرم» ! وربما يكون الاستغراب أكبر من ذلك لما سمحت به الأحزابُ السياسية والإعلام من وجود هذين الخيارين فقط.


نعم، وقف العالم في ذهول لما بدأ يستشرفه من دور أمريكي مُستقبلي على الساحة الدولية يتأرجح بين «العقم والاستبداد» . وفي عام متأرجح سياسيًا وإنسانيًا في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، فإن آخر ما يريد أن يراه العالم اليوم هو قوة عظمى تتأرجح على حافة المجهول.


يتحدثُ البعضُ اليومَ -بعد كشف الحقيقة للعالم وبشكل مباشر وبعد الاستطلاعات الأولية المُخيّبة للرئيس بايدن بعد مناظرته أمام المُرشح الجمهوري الرئيس ترامب- أن أعضاء من الحزب الديمقراطي قد توجهوا سرًا إلى الرئيس بايدن ليطلبوا منه أن يعلن عدم ترشُحه لفترة ثانية لكي يعطي الفرصة لمن يستطيع التصدي لفترة «ترامبية» ثانية إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى رفض الرئيس بايدن لما يراه «استسلامًا مُذلًا» .


لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث في الفترة القادمة حتى الانتخابات الفعلية في الخامس من نوفمبر القادم، ولكن ما لا شك فيه هو أن الموسم الانتخابي الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يدخل مرحلته الحاسمة، التي ستحدد من سيكون «قائد العالم الحر» القادم.


الرأي الأخير …


في تطور آخر وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الإثنين الماضي، أصدرت المحكمة الدستورية العليا الأمريكية حكمًا أذهل الكثيرين، وذلك بإرسائها مبدأً قانونيًا ودستوريًا جديدًا، بأن الرئيس الأمريكي «مُحصن تمامًا» فيما يفعله «كرئيس» ، إن الساحة السياسية الأمريكية الهشة اليوم أصبحت أكثر هشاشة بعد هذا القرار وفي هذا الوقت تحديدًا. فهل سيؤثر هذا المبدأ الدستوري الجديد على قرار الناخب الأمريكي لمن سيكون الرئيس القادم؟


(يجب أن يحكم من لديهم القدرة على الحكم- أرسطو)

إلى اللقاء في رأي آخر،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page