top of page
صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

من سيقرر انتخابات أمريكا؟

الذكاء الاصطناعي في مواجهة الديمقراطية


مع اقتراب موعد انتخابات 2024 الأمريكية، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مساعدة في الحملات الانتخابية، بل بات يشكل تهديدًا كبيرًا قد يعيد تشكيل العملية الانتخابية بطرق غير مسبوقة. اليوم، يشهد العالم مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام، لكن خطورتها تتجلى في قدرتها على التلاعب بالحقائق وتزييف المعلومات.

لقد شهدنا بالفعل كيف يتم استغلال الذكاء الاصطناعي من قِبل بعض الحملات الانتخابية للتلاعب بالمحتوى الإعلامي. على سبيل المثال، كشفت قناة CNN الإخبارية أن حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس استخدمت على منصات التواصل الاجتماعي تقنيات التلاعب بالمقاطع المصورة لتقديم تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب بطريقة مضللة. ورغم أن هذه الأساليب قد تبدو جزءًا من المنافسة الانتخابية، إلا أن تدخل الذكاء الاصطناعي جعل من هذه العمليات أكثر تأثيرًا وأوسع انتشارًا، مما يزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقة والتضليل.

أضف إلى ذلك تقنية الDeepfake، التي تسمح بإنشاء مقاطع فيديو تبدو واقعية للغاية ولكنها مزيفة بالكامل، حيث يمكن استخدام هذه التقنية لخلق مشاهد وهمية تظهر السياسيين في مواقف لم تحدث أبدًا. وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا وخطورة، إذ يصبح من الصعب على المواطن العادي معرفة ما إذا كان ما يراه حقيقيًا أم مجرد خدعة مصممة لتضليل الناخبين.

التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي لا تقتصر فقط على العالم الرقمي، بل تتزامن مع تصاعد التهديدات الأمنية في الواقع، فمحاولة الاغتيال الثانية للرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، والتي وقعت مؤخرًا في فلوريدا، تبرز كيف يمكن للتوترات السياسية أن تتجاوز الشاشات إلى الواقع، ما قد يؤدي إلى استخدام مثل هذه الأحداث لتعزيز حملات تضليلية مصممة بعناية لاستغلال المشاعر الشعبية.

ومع تزايد حالات التضليل والتلاعب، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتضخيم تلك الأحداث الأمنية وجعلها محورًا لحملات موجهة تهدف إلى تغيير الرأي العام، إذ تستطيع الحملات الذكية التلاعب بالمخاوف الجماعية ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي بسرعة هائلة، مما يزيد من حدة الانقسامات ويؤثر بشكل مباشر على الناخبين.

الرأي الأخير …

في ظل هذه التحديات المتزايدة، لم يعد السؤال يدور حول مدى فعالية الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، بل حول ما إذا كانت الانتخابات نفسها قادرة على الحفاظ على نزاهتها، إن الخطر الحقيقي الذي نواجهه اليوم هو احتمال أن تتحول الانتخابات في العالم إلى ساحة معركة تتحكم فيها الخوارزميات الذكية وليس الناخبون، فإن لم يتم تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صارم، فقد نجد أنفسنا أمام مستقبل تُحدد فيه نتائج الانتخابات عبر تكنولوجيا قادرة على تجاوز إرادة الشعوب، مما قد يقودنا إلى مسار جديد لم نشهده من قبل في السياسة العالمية.

(كما تدور الأفلاك، ستتوالى الأسئلة)

إلى اللقاء في رأي آخر ،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentários


bottom of page