top of page

معركة مصيرية

صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثانينواف بن مبارك آل ثاني

هل تحسم انتخابات 2024 مستقبلَ أمريكا؟


مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتصاعد المنافسةُ المحتدمة بين نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تشير الاستطلاعاتُ إلى سباقٍ متقاربٍ بشكلٍ غير مسبوقٍ. في أقل من عشرين يومًا على التصويت، يصبح مستقبل الولايات المتحدة في مهب الريح وسط انقسامٍ حادٍ يهدد بتغيير مسارها السياسي والاجتماعي بشكل عميق.

يُشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تراجع تقدم هاريس، التي كانت تتصدر السباقَ بفارقٍ ملحوظٍ في الشهر الماضي. تُظهر الاستطلاعات الحالية أن الفارقَ بينها وبين ترامب قد تقلص إلى نقطةٍ واحدةٍ فقط أو حتى التعادل، ما يجعل النتيجة النهائية مفتوحةً على كل الاحتمالات. كما تعكس هذه الاستطلاعات تراجع الدعم لهاريس بين بعض الشرائح الأساسية للديمقراطيين، لا سيما الناخبين من أصول إفريقية ولاتينية، حيث أظهرت بيانات استطلاع «نيويورك تايمز/كلية سينا» أنها حصلت على 78٪ من تأييد الناخبين الأمريكيين الإفريقيين و56٪ من تأييد الناخبين اللاتينيين، وهما نسبتان أقل بكثير مما حصل عليه الديمقراطيون في انتخابات 2020 و2016. يبدو أن هاريس تواجه تحديًا مزدوجًا، فهي لا تسعى فقط لكسب القلوب والعقول، بل تصارع أيضًا لكسر الحواجز التقليدية، التي قد تحول دون قَبول بعض الناخبين فكرة «قيادة امرأة للبلاد». وقد ظهرَ الرئيس الأسبق باراك أوباما كمدافع قوي عنها، حيث انتقد في تجمع انتخابي في بنسلفانيا نقص الحماس بين الرجال الأمريكيين من أصولٍ إفريقيةٍ لدعم ترشحها، مشيرًا إلى أن البعض قد يتردد بسبب فكرة وجود امرأة في أعلى منصب في البلاد. على الجانب الآخر، يستمر ترامب في استغلال الخطاب الشعبوي لتعزيز موقفه. فهو يستخدم بمهارة خطابًا قائمًا على زرع الخوف بين الناخبين، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والأمن. وقد وعد مؤخرًا بزيادة عدد أفراد حرس الحدود وتقديم حوافز مالية كبيرة لهم، في محاولةٍ لاستقطاب أصوات من يعتبرون الهجرة تهديدًا للأمن القومي. كذلك، دأب ترامب على ترويج فكرة أن المهاجرين يشكلون تهديدًا، ما يعكس بوضوح استمراره في تبني خطابٍ مثيرٍ للجدل وغير مستندٍ إلى الحقائق.

الرأي الأخير:

هذه الانتخاباتُ ليست مجرد عمليةٍ انتخابيةٍ لاختيار رئيسٍ جديدٍ؛ إنها تمثل للأمريكيين صراعًا وجوديًا حول هُوية البلاد ومسارها المستقبلي. ومع ازدياد حدة التوتر والانقسام، يبقى السؤال: هل ستتمكن الولاياتُ المتحدةُ من تجاوز هذه المرحلة دون أن تعصفَ بها أزمة سياسية أعمق؟ فمهما كانت النتيجة، فإن التحدي الأكبر قد يكمن في إعادة بناء الثقة وتوحيد الرؤية الوطنية، خاصة مع التباين الشديد بين برامج المرشحين وتوجهاتهم. يبدو أن انتخابات 2024 ستظل محفورةً في الأذهان، لا بسبب من سيفوز بها فحسب، بل لأنها قد تحدد مستقبلَ الولايات المتحدة بشكل لم يسبق له مثيل.

(«وحدها العدالة تؤسس لأمةٍ قويةٍ» – جورج واشنطن)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكاتب الشخصية فقط.

pod144r21.tif
pod37_edited_edited.png

© 2024 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page