top of page
PoliSMAIN357709.png

صعود المعارضة السورية

  • صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثاني
    نواف بن مبارك آل ثاني
  • 9 ديسمبر 2024
  • 2 دقائق قراءة

هل يقترب نظام الأسد من نهايته؟

مع حلول الشتاء على المناطق التي مزقتها الحروب في لبنان وأوكرانيا، قد يبدو أن التباطؤ الطبيعي في العمليات البرية يشكل فرصة لتهدئة الأوضاع وإطفاء نيران الصراع. ولكن التاريخ يحذرنا من أن نخلط بين التهدئة المؤقتة والسلام. فالحروب لا تنتهي عندما تنخفض درجات الحرارة؛ بل تتوارى لتستعد للعودة مع أول ذوبان للجليد. وفي هذا الشتاء، يبرز السؤال: هل نحن على أعتاب سلام حقيقي أم أن الأمور تتجه نحو مرحلة جديدة من الدمار؟شهدت الساحة السورية تحوُّلات كبيرة خلال الأيام الأخيرة، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على معظم مدينة حلب، مع تحقيق تقدم باتجاه حماة في وقت قياسي. هذه التطورات تفتح الباب لتساؤلات جوهرية: هل نحن على أعتاب نهاية حكم بشار الأسد؟ أم أن هذه التحركات تمثل حلقة جديدة في صراع طويل ومُعقد؟

انهيارٌ مفاجئ أم تخطيط دقيق؟

لم يكن سقوط خطوط دفاع النظام في حلب وليد الصدفة. هيئة تحرير الشام، الفصيل الأكبر والأكثر تنظيمًا بين قوى المعارضة، أعادت ترتيب صفوفها على مدار السنوات الماضية. بفضل سيطرتها على موارد اقتصادية هامة مثل النفط ومعبر باب الهوى، تمكنت من بناء قوة عسكرية منظمة وقادرة على تنفيذ عمليات واسعة النطاق.

العملية التي أُطلق عليها «ردع العدوان» استفادت من هشاشة خطوط الدفاع الحكومية، التي انهارت أمام الزخم الهجومي للمعارضة. غياب الدعم العسكري الكافي من حلفاء الأسد الرئيسيين لعب دورًا محوريًا في تسهيل هذه الاختراقات.

تراجع دور الحلفاء: نقطة ضعف قاتلة

اعتمد نظام الأسد طويلًا على دعم حلفائه، لكن المشهد تغير بشكل ملحوظ. روسيا، التي تنشغل بحربها في أوكرانيا، قلّصت وجودها العسكري في سوريا. إيران تواجه تحديات داخلية وضغوطًا دولية تحد من قدرتها على توفير الدعم كما في السابق. أما حزب الله، الذي كان يشكل دعامة أساسية للنظام، فقد انشغل بمواجهة التهديدات الإسرائيلية في لبنان.

في ظل هذا التراجع، أصبحت قوات النظام مكشوفة، وغير قادرة على مواجهة الهجوم الواسع الذي تقوده المعارضة. هذا الضعف كشف عن عجز النظام عن الحفاظ على تماسك جيشه أو تقديم إمدادات كافية لقواته على الأرض.

إعادة ترتيب المشهد الجيوسياسي

رغم المكاسب التي حققتها المعارضة، يبقى السؤال: هل سيقود هذا الزخم إلى إسقاط النظام؟ دمشق والساحل السوري لا يزالان يشكلان أولوية قصوى لإيران وروسيا، ما قد يعقد فرص المعارضة في التقدم نحو هذه المناطق.

على الصعيد الدولي، المجتمع الدولي يواجه معضلة جديدة. الإبقاء على الأسد كان خيارًا مُفضلًا لكثير من القوى، خوفًا من بدائل أكثر فوضوية. لكن التطورات الأخيرة قد تدفع إلى إعادة النظر في هذه السياسة، مع زيادة تعقيد المشهد الميداني والسياسي.

الرأي الأخير …

سوريا اليوم بين الماضي والمستقبل. فما يحدث اليوم في سوريا ليس مجرد تقدم عسكري للمعارضة، بل هو فرصة لإعادة صياغة مستقبل البلاد. لكن التحديات التي تواجه المعارضة ضخمة، خاصة في الحفاظ على وحدة الصفوف وصياغة رؤية سياسية جامعة تتجاوز العمل العسكري. أما النظام، فإن فشله في استعادة السيطرة على حلب سيترك أثرًا كبيرًا على قدرته على البقاء.

(الزمن لا ينتظر من يتردد)

إلى اللقاء في رأي آخر ،،،


コメント


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

 - مجرد رأي | نظرة إستراتيجية -

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكاتب الشخصية فقط.

pod144r21.tif
PoliSMAIN35755.png

© 2025 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page