عهد الولاء والانتماء
- نواف بن مبارك آل ثاني
- 18 ديسمبر 2024
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 23 أبريل
من إرث الأجداد إلى وفاء الأحفاد.

اليوم الوطني ليس مجرد تاريخٍ يُضاف إلى رزنامة الأيام، بل هو نفحة وطنية تملأ القلوب وتُعيد تجديد معاني الولاء والانتماء للوطن. ففي الثامن عشر من ديسمبر، نحتفي بذكرى تأسيس دولتنا الحبيبة على يد الوالد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيّب الله ثراه، الرجل الذي قاد بفكر وبصيرة بناء كيان يتجاوز حدود القبيلة والعشيرة، ليضع لبنات دولة حديثة تحتضن أبناءها بعزةٍ وكرامةٍ، وتُبنى على ركائز العمل الجاد والتضحية.
إن هذا اليوم الوطني ليس احتفالية عابرة، بل محطة تأمّل نعود فيها إلى جذورنا وتضحيات «الرجال الأولين» الذين صنعوا مسيرة نهضتنا. ففي كل ذكرى، تتجدد المسؤولية المُلقاة على عاتقنا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، لنكمل ما بدأه الآباء المؤسسون من بناء ونهضة. وها نحن اليوم، في ظل القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، نجدّد الولاء والبيعة، ونعبّر عن انتمائنا لهذه الأرض الطيبة المعطاء التي لم تبخل يومًا على أبنائها، فأغدقت من خيراتها، وفتحت لهم سُبل العلم والعمل، وبشرتهم بمستقبلٍ مشرقٍ.
إن احتفالاتنا باليوم الوطني تحمل أبعادًا عميقةً تتجاوز الفرحة الظاهرة، فهي تذكير بمعاني الوحدة والانتماء التي يجب أن نغرسها في نفوس أبنائنا لتبقى قطر دائمًا في القلب والوِجدان. إن فعاليات درب الساعي والشقب وغيرها من الفعاليات الوطنية ليست مجرد أنشطة تُنظم بهذه المناسبة، بل هي دروس حيّة تُعيد ربط الحاضر بماضٍ حافلٍ بالتضحيات والإنجازات، لتكون جسرًا يعبر عليه جيل المستقبل بوعيٍ وفخرٍ نحو ما هو آتٍ.
حب الوطن ليس شعارًا يُرفع ولا كلمات تُردد في المناسبات، بل هو التزام صادق يتجسد في إخلاص العمل، وفي الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن العظيم، وفي المشاركة الفاعلة بكل موقع من مواقع البناء. إن النهضة الشاملة التي نشهدها اليوم على مختلِف الصُعد ما هي إلا ثمرة قيادة حكيمة، ورؤية استراتيجية طموحة لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى، حفظه الله، التي تحمّلنا جميعًا مسؤولية الوفاء والالتزام، كل من موقعه، لبناء قطر المستقبل.
الرأي الأخير:
يأتي الثامن عشر من ديسمبر ليكون شاهدًا على تاريخٍ مجيدٍ، وليذكّرنا أن حب الوطن يتجدد بالولاء لقيادتنا الرشيدة والانتماء لتراب هذا الوطن الذي يُلهمنا كل يوم بالعطاء. لنردد معًا على ألسنتنا ما في قلوبنا «الله.. الوطن.. الأمير»، ولتظل هذه الكلمات راسخةً في وِجداننا جيلًا بعد جيلٍ، معاهدين الله أن نبذلَ الغالي والنفيس من أجل رفعة قطر وعزتها.
(ونقسم بالله أنا نذود
عن الأرض مهد الأُلى والجدود
فبحري عطاء وأرضي نقاء
وشمسي صفاء ومجدي خلود)
إلى اللقاء في رأي آخر،،،

Comments